هي صيدلية الرسول محمد صل لله عليه وسلم. صيدلية كبرى جمعت فأوعت عالمية لا تجد فوق رفوفها إلاّ الأمصال المعقّمة والأقراص الملبسة مستوفية الملحوظات اللاّزمة لا تفقد جدّتها بمرور الزمن .
فالسّنّة النبوية شرح وتحليل وبلورة لمعاني قداسة الكتاب الذي أنزله الله هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان. فقال تعالى الطبيب النطاسي العالمي "وننزّل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" (72 الإسراء). فالهداية هي الشافية من جميع العلل الجماعية والشخصية.
هذا وقد شهد لمحمد صل الله عليه وسلّم الواقع التّاريخي لحياته وحياة مجتمعه الّذي وجده متطاحنا متناحرا فآخى بين قبائله ووحّد بين أفراده فأنشأ من العرب المتطاحنين المتعادين أمة متحضّرة متّحدة .....كما يشهد له المنصفون من الغرب إذ قال الفيلسوف الانكليزي برنار شو "لو حضر محمّد العربي مشاكل العالم المعاصر لاستطاع حلّها جميعا برضى الجميع " وقال " إن الإسلام هو دين المستقبل "....
نظرك فيك يكفيك
الإنسان أية من آيات الله تتجلّى فيه قدرة الخالق، وحكمته الدقيقة ، وكمال الإتقان في تصميم جسمه فضلا عن عقله وروحه. فهو عالم عجيب غريب. فيه ما في العالم الكبير ممّا احتواه من كل شيء ولو تأمل
الإنسان في تركيبه الجسماني الظّاهر للعيان لوجد العجب العجاب ، أنظر مثلا كيف أنشاك الله تعالى ابتداء من طين ثم خلقك منة نطفــــــــة ونفس النطفة محوّلة عن طين فهي من الغذاء و الغذاء محوّل عن تراب بطريقة الصّناعة التحويلية فان الأغذية هي حبوب وخضروات وألبان ولحوم وكل ذلك كان ترابا دخلت عليه الصّناعة ألاهية فحولّته إلى النباتات و النباتات تحوّلت إلى دماء والدّماء تحوّلت إلى عظام وأعصاب ولحوم ونطفة مائية يتكون منها النسل..... وإذا نظرنا إلى النطفة وكيف يتكون منها الجنين نجد الأمر أكثر إعجابا بقدرةالصانع لأنّ مجرّد النطفة وحدها ليتكون منها شيءإلا بعد مزجها واتحادها مع بويضة الأنثى وهنا دخلت الازدواجية التي نراها أصل كل مخلوق...
الإيمان عن طريق العلم
كانت أكثر النّاس في الأجيال المتقدمة و حتّى بعض الحاضرة تؤمن إيمانا تقليديا ميّتا خاليا من الحجّة و البرهان العقلي، و ذلك إيمان العوام و العجائز، إيمانا مورثا عن الآباء والأجداد وفي هذا العصر أشرقت أنوار العلوم فاتسعت بها المدارك العقلية فلم تقنع بالإيمان التقليدي المورث فلا عقل بلا علم و لا علم بلا عقل فكلاهما ملازم للآخر وقد تنازع بل تحاور العلم و العقل أيهما أفضل، فسلّم العقل للعلم ، لأن العقل مهما كان قويّا لا يهتدي لبلوغ الغاية بدون علم و العلم نور يزيح الظلمة عن الطريق المبلغ للهدف، و لذلك أرسل الله رسله بخرائط علمية تنير مسالك السّالكين في الدّنيا و تعطي الأضواء الكاشفة عن مسالك الآخرة، صيانة للإنسان و توجيها و إرشادا و هداية لسعادته.
الاستخلاف
كانت قبل نشأة ادم عليه الصّلات والسّلام حقب من الحياة مطويّة ومجهولة لم تتحدّث الكتب السّماوية عنها إلاّ حديثا مقتضبا يكاد ينحصر في خلق السّماوات وصفاتها الدّالة على قدرته وحكمته وسعة علمه،وعلى الأرض وتمهيدها وتوتيدها بالجبال وتذليلها، وتنويعها برّا وبحرا،والكواكب ووظائفها،واللّيل وصفته واستفادة المخلوقات منه،والنّهار وصفته واستفادة الكائنات منه، وذكرت تصريحا لا تلويحا سابقيّه وجود
الملائكة للإنسان وكذلك سابقيّة وجود الجنّ . فقال حين أراد أن يخلق الإنس والجن"وإذا قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون" الآية 30 البقرة. وقال" والجّان خلقناه من قبل من نار السّموم "الاية28 الحجر.
ولم يتعرّض الفرقان لوجود كائنات أخرى غير الملائكة والجن سبقت ادم في عمارة الكون وقال بعض المفسرين استخلاصا من قول الملائكة لله "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" إن الأرض كانت عامرة قبل ادم.وقد كتبت ذلك في حديثي في هذا الكتاب وأضيف إلى ذلك ما كتبه ابن الخطيب في أوضح التفاسير عن هذه الآية فقال هذا يدل على وجود الأرض قبل ادم ووجود من سكنها قبل بني ادم .....
العولمة الأخلاقية
يترتب على الاختلاط الناشئ عن العولمة الاجتماعية الاشتراك في العادات والتقاليد فيأخذ هذا من أخلاق هذا والعكس فتتعولم الأخلاق مع اختلاف الأصول و الأعراق فتبتعد أخلاق الأبناء عن أخلاق الآباء فينشأ نمط أخلاقي جديد ...
العولمة العلمانية
و أخوف الخوف علي المجتمعات الإنسانية من طغيان العولمة، لأنها تدعو إلي إفراغ قلوب الشباب من الشريعة السماوية ، و تلك الطامة الكبرى. فانه إن جفت قلوب الشباب من عطورات العقيدة في اللهتنهار الأخلاق الإسلامية السامية و تنتشر الإباحية ......